الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

أحببت الحب


كثيرًا ما جال في خاطري سؤال واحد استمر معي طويلاً ولم أستطع الفرار منه، هل أحببتك؟ وكثيرًا ما تواردت إلى ذهني أفكار وإجابات عدة على هذا السؤال استبعدت معظمها، بل استبعدتها كلها، فلم تكن مقنعة أو منطقية. إلا أنني أدركت أخيرًا سبب تشتتي بين تلك الإجابات والأفكار وبعدي عن الحقيقة، فكيف لي وأنا أسأل نفسي عن الحب أن أترك نفسي للفكر المجرد، وكيف لي أن أهتدي إلى حقيقة مشاعري وأنا أستبعدها محاصرًا نفسي داخل إطار العقل والمنطق. وجاء القرار، فلا بد لي كي أدرك حقيقة مشاعري أن أترك نفسي لقلبي وإحساسي حتى أدرك طبيعته، وحينها فقط يمكنني إعمال عقلي لتحليل ما تملكني من مشاعر وأحاسيس، مع علمي بأن التخلي عن العقل ولو لفترة وجيزة قد ينتج عنه ارتكاب الكثير من الحماقات التي قد أندم عليها بعد ذلك، إلا أنني أزعنت لقراري ونفذته ووصلت إلى نتيجة أخيرة بعد إعمال قلبي وعقلي .... إنني لم أحبك!!

لقد كنت طوال عمري أحلم بالحب وأتوق إليه وأرجو دنوه من دنياي حتى ينشر داخلها الدفء والحيوية، ويغمرني بتلك المشاعر الراقية النادرة التي تسمو بالإنسان من مرتبته البشرية إلى مرتبة الملائكة. واستمر الحلم طويلاً، وفي أوج ذلك الحلم الجميل ظهرتي في حياتي، فخلعت عليكي كل ما أملكه من مشاعر اختزنتها سنين طويلة، وأصبحتي في نظري رمزًا للحب الذي طالما حلمت به، ولأني أحب الخيال، ولأن الخيال دائمًا ما يكون أثرى من الواقع، فقد فضلت الخيال، واستمر خيالي في الانطلاق حتى أصبح الحب في مخيلتي مخلوقًا أسطوريًا عملاقًا يأسرني بجلاله فيعذبني وأعشقه ويطردني وأعود إليه ويدمرني فأدمنه، لقد أصبح الحب في خيالي "أنتي".

لكني ولشدة إغراقي في الخيال نسيت العلاقة وشكلها ومضمونها، فعشت الحلم غير عابئ باستمرار العلاقة من توقفها، فشعرت بكِ وأنتي تدخلين حياتي ولم أشعر بكِ وأنتي تخرجين منها، فاستمر حبي طويلاً إلى أن أدركت الحقيقة ... إنني لم أحبك.

لقد أحببت الحب متجسدًا في شخصك، وسأظل أحب ولن أتوقف عن الحب ... عن حب الحب، لكنه عاد مجردًا في خيالي من جديد ولم يعد متجسدًا في شخصك. سأظل أحب حبًا مجردًا حتى يتجسد حبي في شخص آخر، وسأبحث عن هذا الشخص بكل ما أوتيت من قوة، إلا أنني هذه المرة لن أخلع حبي إلا على شخص قادر على تحويل حبي للحب متجسدًا في شخص إلى حب للحب لأنه اقترن بهذا الشخص، ومن يحب شخص لذاته يحب كل ما يقترن به.