الاثنين، 4 مايو 2009

أشكو منك إليك



لا أعلم كيف تركتني...
أعايش صمت ليالي وأيامي وحيدًا.. بعيدًا عنك
لا أدري كيف هنت عليك وهانت عليك مشاعري التي لا أملك أغلى منها في حياتي.

هل تعتقدين أنني أستطيع أن أكمل حياتي دون أن أشعر بك إلى جواري؟! ... بيديك تحتضن شتات أفكاري ... بنظرتك تحتوي أحزاني ... بابتسامتك تمحو آلام ماضيّ وترسم خطوات مستقبلي ... بضحكتك تغمرني بالنشوة وتنشط داخلي روحًا قد خبت جزوتها وتوقفت نبضاتها ... بخيالك يشعل لهيب آمالي؟!

ها هي حياتي الآن ...
تجري كالساعة، دقات وحركات روتينية جامدة ورتيبة تبدأ لتنتهي وتنتهي لتبدأ ولا أعلم لها بداية ولا نهاية.
إنه التواصل!! تواصل الليل بالنهار والنهار بالليل ... العمل ... المنزل ... النوم ... ثم العمل من جديد. أيام تمضي وأسابيع تمر وشهور تنقضي ... ولا شيء يتغير.

ها هي حياتي الآن ...
قد تكون جميلة المظهر والتنسيق، لكنها تفتقد أهم شيء، إنها تفتقد الروح. إنها كالأرض الخضراء؛ حشائش ومروج وأزهار وأشجار وربا وسهول، لكنها ساكنة كأنها صورة مرسومة لا حياة فيها. إن حياتي تحتاج إلى نسمات أنفاسك الدافئة ... تهب عليها، فتتحرك حشائش جناني كأمواج البحر، وتتمايل أغصان أشجاري وتهتز أوراقها، ويخرج النحل ليرشف رحيق أزهاري، وتهدر المياه في جداول مياهي، وتتراقص العصافير والطيور في آفاقي. أجل ... إنها الحياة تبثي روحها في حياتي.

لقد قسوت علي ... نعم قسوت علي قبل رحيلك عني، وقسوت علي أكثر حين رحلت عني. لكني رغم ذلك لا أزداد منك إلى قربًا، وكلما قسوت علي أكثر ازداد قربي منك أكثر. فأنا كالطفل الصغير؛ تقسو عليه أمه فيبكي ويقترب منها، فتمد يدها إليه لا لتحتضنه، ولكن لتبعده عنها، فما يزيد إلا اقترابًا. تبعده مرة أخرى بقسوة أكبر فينظر إليها نظرة عتاب والدموع تملأ عينيه ثم يدنو منها، يشد ثيابها ويبللها بدموعه، يشكو منها إليها، يستثير بداخلها مشاعر العطف التي بثها الله في قلبها تجاهه ولا ييأس من ذلك حتى يرق قلبها وتستجيب لمشاعرها وتبدأ في معاتبته، ثم تعانقة وينتهي كل شيء، ولا يزيد إلا الحب.

إنني أنادي بداخلك على عاطفة في مثل قوة هذه العاطفة، وأوقن بوجودها، ولا أهتم بالنهاية طالما أنها موجودة. إن هذا الطفل يضعف أمام أمه لأنه يعلم مدى حبها له ويثق في مشاعرها تجاهه، ولولا ذلك ما ضعف، وأنا لا أخجل من ضعفي أمامك لأنني موقن بمشاعرك تجاهي وحبك لي ولولا ذلك ما ضعفت!!

هناك تعليق واحد: